ما بين معترك الأحداق

ابن الفارض

        ما بَينَ مــُعترَكِ الأحـْداقِ والمُهَجِ،

أنـا الـقـتــيـل بلا إثمٍ ولاحَـرَج

        ودَعتُ،قبل الهوى،روحي لما نَظـَرتْ

عينايَ من حـُسنِ ذاك المنظر الَـبهِـجِ

        للهِ أجفانُ عَينٍ، فيك ، ســاهـرة ،

شـوقاً إليــكَ ، وقلب ، بالغرام، شجِ

        وأضـلـع نحلت كادت تـقـومها ،

من الجوى ، كبِـدي الحـّرى ، من العوجِ

        وأدمع هملت ،لولا الـتـنــفـس مِن

نار الهــوى،لـم أكد أنجــو من اللججِ

أصبحت فيك ، كمـا أمست مـكتـئباً،

ولم أقـل جزعاً يـا أزمـةُ انـفـرجي

        أهفو إلى كلّ قـلبِ ، بالغرام ، لَـــهُ

شُغْــلُ ، وكل لِسان ، بالـهـوى لهج

        لا كـانَ وجـد ، به الامـاق جـامدةُ،

ولاغـرام ، به الأشـــواق لـم تـهج

        عذِّبْ بما شئت، غير البعـد عنـك،تجد

أوفي محب، بـمـا يــرضيــك ،مبتهجِ

وخـذْ بقيـة مــا أبقـيت من رمق،

لا خيـر في الحــب،إن أبـقى على المهج

        فإنْ نـأى سائِراً ، يا مهُجَتي ارتحلِي،

وإن دنـا زائــراً،يـا مٌــقـلتي ابتهجيِ

    قـل للـذيِ لامـني ، وعــنفـنـي

دعني وشأني ، وعُــد عن نصحك السمج