مدح المعز لدين الله الفاطمي

المتنبي

        رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع

وقد راعني يوم من الحشـر أروع

        غداة كأن الأفق ســـد بمثله

مفاد غروب الشمس من حيث تطلع

        لقد جل من يقتاد ذا الخلق كله

وكل له من قائم السيف أطــوع

        تحف به القواد والأمر أمره

ويقدمه رأي الخلافــــة أجمع

        ويسحب أذيال الخلافة رادعا

به المسك من نشر الهدى يتضوع

        مليك ترى الأملاك دون بساطه

وأعناقهم ميل إلى الأرض خضع

        قيامــا إلى أقدامها قد تنكبت

صوارمهـــا كل يطيع ويخضع

        تحل بيوت المـال حيث محله

وجم العطايــا والرواق المرفع

        وتعنوا له السادات من كل معشر

و لا سيد منه أعـــــز وأمنع